البابيه و البهائيه تاريخ و وثائق محبوب
اشارة:
تأليف: عبدالمنعم احمد النمر
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم و حمد الله كثيرا و عميقا علي نعمه و أفضاله و صلاة و سلاما علي الرسول الخاتم و علي آله و صحبه و من والاه و اتبع نهجه و هداه. و بعد فقد نبتت علي أرض الاسلام و المسلمين فرق كثيرة، كان منها ما استظل بعبادة الاسلام، و رفع شعاره، ثم انتهي الي التمرد عليه، و ابتداع دين جديد. و قد ابتلي الاسلام و المسلمون بهذا منذ قرنه الأول، و لا يزال، و سيظل أمره كذلك، صراعا بين الحق و الباطل «فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض» [1] . فالحقائق العليا لم تسلم من المناوشين لها، و المتطاولين عليها، بل ربما كانت أكثر الحقائق تطاولا عليها، أو انكارا لها، «و كان الانسان أكثر شي ء جدلا» [2] . حتي أنك تجد أعلي الحقائق و أبرزها المتمثلة في وجود الله الخالق، تحظي من هذا التطاول و الخروج عليها و الانكار لها بالحظ الأوفر... و هكذا مضت سنة الحياة مع الانسان «خلق الانسان من نطفة فاذا هو خصيم مبين» [3] و لذلك لم يكن الخلاف حول الاسلام، و تفرق الناس شيعا و أحزابا حوله، أو خروجا عليه و تمردا، الا أمرا أو سنة من سنن هذه الحياة... «و لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة، و لا يزالون مختلفين الا من رحم ربك، و لذلك خلقهم..» [4] . [ صفحه 4] و قد أراد الله سبحانه أن تكون رسالة محمد صلي الله عليه و سلم هي الرسالة الخاتمة التي لا رسالة بعدها، و أن يكون القرآن الكريم بحقائقه و منهجه في الحياة، هو آخر الكتب التي ينزلها الله، هداية للناس، فلا كتاب بعده يغير شيئا مما جاء فيه أو يزيد عليه، اذ لا مجال فيه لذلك، و لهذا تعهد الله بحفظه أو المحافظة عليه من التحريف و التغيير، ليبقي نصه قائما شاهدا علي معانيه و حقائقه. حكما فصلا بين المختلفين حوله.. بلسان عربي مبين.. لا يستعصي فهمه علي العرب، و لا سيما الذين يملكون ناصية العربية منهم.. و قد لحظ الفاقهون من المسلمين، أن تعهد الله بحفظ القرآن و بقائه سليما نقيا، و هو تعهد ضمني في الوقت نفسه بحفظ اللغة العربية و أمتها، من الاندثار.. ليظلوا حفاظا و حماة للقرآن العربي المبين يتذوقونه. و يعونه، و يفهمونه بل وساطه، و يبينونه للناس، علي مر القرون و الأجيال، حتي يرث الله الأرض و من عليها.. و هذا هو قدرهم، و تلك هي رسالتم التي شرفهم الله بها، و حملهم مسئوليتها.. و هو قدر - لو يعلمون - عظيم.. و لذلك كان الحفاظ علي اللغة العربية و تقويتها، و نشرها، هدفا دينيا أساسيا، و مرتبطا بالقرآن و بقائه و الحفاظ عليه. يعمل علي تحقيقه المسلمون - عربا و غير عرب. لأنه أساس وجودهم، و نقطة التقائهم، و مركز دائرتهم، و لب دينهم.. و باعث الحياة و القوة فيهم.. ان خمدت حياتهم وقوتهم زمنا، ظل هو جديرا بتجديد حياتهم، و انعاش قوتهم، و بث النهضة في نفوسهم، ظل هو النبع الذي يمكن اذا ارتووا منه، أن ينتعشوا، و تعود لهم الحياة و القوة.. و هذه حقيقة التفت اليها أعداء الاسلام و أدركوها، فركزوا كل قواهم للفصل بين المسلمين و بين القرآن، و سلطوا عليه سهامهم.. ليزيلوا معالمه في نفوسهم، و يفكوا الارتباط بينه و بينهم و يبتعدوا عنه، فيصيروا صيدا ثمينا سهلا لهؤلاء الأعداء.. «و انما تأكل الذئب من الغنم القاصية». و لكن الله الذي تعهد بحفظه و بقائه، يسخر له دائما من أمته من يقف بجانبه، يرد عنه كيد الكائدين، و عبث المبطلين، و حقد الحاقدين، حتي في أحلك الظروف «و لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين علي الحق لا يضرهم من خالفهم حتي يأتي أمر الله». [ صفحه 5] و منذ أن صوبت سهام هؤلاء الحاقدين نحو الاسلام، تصدي لها من أهل القرآن، من أفسدوا مفعولها، و كشفوا أباطيلها و حيلها، و تركوا لنا من جهدهم و جهادهم في كشف الفرق الزائفة، ورد كيدها، ما ينبغي علي كل مسلم أن يعرفها، ليتقي الخطر علي دينه و حياته.. و يقوم بواجبه نحو تراثه.. و لقد اندثرت فرق كثيرة من الفرق الشاذة التي نبتت في أرض الاسلام و ناوشته، فلم تعد تري لها وجودا الا في بعض الكتب، كتاريخ لها، لكن بقيت منها فرق أخري و تولدت فرق، لها من يتشيع و يتعصب، و من الواجب علينا جميعا أن نعرفها، لكي نتقي شرورها و كيدها و خطرها علي عقيدتنا و أوطاننا و كياننا. و اذا كانت هناك فرق قديمة مناوئة للعقيدة الاسلامية الصحيحة، قد اندثرت، فقد قام بدلا عنها في مناوأة الاسلام و عقيدته و أمته فرق جديدة، كان للاستعمار و الصهيونية يد في قيامها، ليصوب عن طريقها و بيدها سهامه نحو الاسلام و أمته.. ليلهي المسلمين بمواجهتها و التصدي لها عن مواجهتهم، و عن العمل الايجابي للنهوض بأنفسهم، و التخلص من الكوابيس التي تجهض قواهم.. و اذا تركنا الآن جانبا، التحدث عن الجماعات و الجمعيات و الأفكار الهدامة، التي تصدر الينا من الغرب أو الشرق، لنحصر حديثنا فيما قام بيننا، و علي أرضنا - أرض الاسلام و المسلمين - من فرق حديثة مناوئة و هادمة، فاننا نجد منها فرقتين، نشأتا في ظل الاستعمار و تدبيره و تشجيعه، في القرن التاسع عشر. 1- أولاهما: القاديانية، التي نشأت في ظل الاستعمار الانجليزي للهند.. و هذه نؤجل الكلام عنها الآن، لنتفرغ للثانية.. 2- و ثانيتهما: البابية ثم البهائية: التي انبثقت من الوسط الشيعي المسلم في أرض فارس، مستغلة الانحرافات و الخرافات التي سادت الوسط الشيعي، و هيأت النفسية الفارسية الشيعية لتقبل الأفكار الغريبة المنحرفة.. التي استنكرها المذهب الشيعي نفسه و حاربها، فكريا، و رسميا.. و قد كانت محاربة الحكومة لهذا المذهب أو لهذه الفرقة ابان نشأتها، مما ساعد علي انضمام الكثيرين لها، لا حبا فيها، و لكن كراهة و عنادا للحكومة، و ظلمها للشعب.. [ صفحه 6] كما كان لاحتضان الاستعمار لها - و لا سيما الاستعمار الروسي - و هي لا تزال جنينا، اليد الأولي الفعالة في نشأة هذه الفرقة و ظهورها ثم في نشاطها المخرب حتي الآن.. مما ستعرفه [5] . و قد أدي هذا كله الي استيلاء الغرور علي دعاة هذه الفرقة، فأعلنوا سريعا انفصالهم عن الاسلام نهائيا، حيث أدعوا لهم أنبياء، و كتبا نزلت عليهم من عند الله، يتبعونها، و لا يتبعون القرآن، و ادعوا لهم شريعة و منهجا، يغري بسطاء العقول، ممن يريدون التخلص من تكاليف الأديان، و في مقدمتها الاسلام. و جعلوا لهم مراسم عبادية خاصة، و سنة و شهورا و أعيادا خاصة بهم، و محافل للعبادة خاصة كذلك، مما يعني أنه دين جديد، يخالف كل الأديان.. و يدعو الي نبذها.. و لا سيما الاسلام، الذي قاموا أصلا لحربه و القضاء عليه، و وجدوا و لا يزالون يجدون من أعدائه كل عون في الغرب و الشرق.. فهم لم ينسوا الأصل الفاسد في وجودهم، كما أنهم لا يمكنهم التنكر للمساعدات التي بذلت و تبذل لاستمرارهم في أدائهم لمهمتهم، حتي صاروا حربا مع الاسلام، و علي مصالح المسلمين في المجتمعات و المحافل الغربية و أينما وجدوا. لذلك كان خطر هؤلاء خطرا دينيا، و خطرا قوميا و وطنيا في آن واحد، يجب أن يتصدي له المسلمون و المسيحيون المقيمون معنا في وطن واحد.. و يعرفوا أن اعتناق المسلم أو المسيحي للبابية و البهائية أو مساعدتها، ردة دينية و خيانة وطنية معا، تعني الانسلاخ عن دينه، و نزع ولائه لوطنه. و لا يقرنا ما يبدو من هؤلاء أحيانا من مسحة وطنية، فتلك هي الخطة التي يسيرون عليها، ليعيشوا بيننا و يبثوا سمومهم.. و هم منسلخون تماما عن دين الأمة و آمالها.. مرتبطون فكريا و ماليا بمراسم دينهم و بزملائهم في دينهم، في أي مكان، نابذين لكل التعاليم الاسلامية و المسيحية. مالم تأت في كتابهم «الأقدس».. و اذا كانت قوانيننا في مصر عاجزة حتي الآن عن ملاحقتهم دينيا، فمن الضروري [ صفحه 7] سد هذه الثغرة، مع ملاحقتهم وطنيا و اجتماعيا، هم و غيرهم ممن يبثون سمهم البطي ء في جسم الأمة [6] . اننا دولة اسلامية.. و منطق الاسلام لا يقر دينا غير دين أهل الكتاب، و لا يسمح بدين آخر يزاحمه في أرضه. كما لا يسمح بأهل هذا الدين الآخر الغريب أن ينتسبوا الي مصر. فمن المرفوض أن يكون هناك مصري هندوسي أو بوذي أو بهائي.. يأخذ ما للمصرين المسلمين و المسحيين و اليهود من حقوق.. بدعوي قرارات للأمم المتحدة.. فقرارات الاسلام عندنا فوق أية قرارات تتخذها أية هيئة من الهيآت في العالم و لا سيما المناوئة لديننا، و من الضروري علي ممثلينا في هذه الهيآت أن يتحفظوا علي كل قرار يصدر من هذه الهيآت مخالف لتعاليمنا الدينية. ان البهائيين أهل دين و مذهب جديد مشبوه منذ ولادته.. و من الواجب علينا هنا في مصر علي الأقل أن نرفض - مسلمين و مسيحيين - أن يقوم بيننا دين أو مذهب جديد هدام، أو يقوم من بين المصريين انسان يعلن أنه ينتسب لهذا الدين أو المذهب المشبوه و نعطيه ما يأخذه المصري السوي، لأنه بذلك لا ينسلخ عن دين البلاد فحسب، بل ينسلخ كذلك عن قوميته و وطنه: مصر، و أصبح غير جدير بلقب «المواطن» و لا بحقوقه. و لينزل في مصر ضيفا أو زائرا، كما يزورها الزائرون من كل جنس و دين و مذهب، أما أن يكون مصريا بهائيا فذلك أقرب ما يكون الي خرق النواميس، و تكليف الأمور ضد طباعها.. و مكلف الأشياء ضد طباعها.. متطلب في الماء جذوة نار ليس هذا حكما حماسيا، و لكنه حكم منطقي ستجد حيثياته فيما ستقرؤه في هذا الكتاب، الذي يعتبر الكتاب الثالث من السلسلة التي رأيت اصدارها، لتعريفك [ صفحه 8] بالفرق التي نبتت في أرض الاسلام، بلغة سهلة، لتكون علي دراية بالجو الذي تعيش فيه. و بالذين يعيشون حولك و تعرف مصدر السهام التي توجه الي وطنك و الي عقيدتك - عقيدة أهل السنة و الجماعة - لتحمي نفسك من هذه السهام ومن آثارها، و الله المستعان. الدكتور عبدالمنعم أحمد النمر [ صفحه 9] نشأة هذه الفرقة
نشأت هذه الفرقة علي مرحلتين، بدأت بالبابية، و انتهت الي البهائية. أنشأ البابية و دعا اليها الشيعي المسلم «علي محمد الشيرازي» الذي اتخذ لنفسه لقب «الباب» يعني أنه باب «أو سكرتير أو حاجب» المهدي المنتظر، و المتحدث باسمه.. و لقب الباب «لقب قديم، كان يلقب به أقرب أصحاب الامام اليه، و المتحدث باسمه، حين وجود الأئمة الشيعة، فلما انتهوا باختفاء الامام الثاني عشر «محمد بن الحسن العسكري» سنة 260 ه الذي أطلقوا عليه لقب الامام الغائب و لقب «المهدي المنتظر»، جاء هذا الدعي بعد أكثر من ألف سنة، و أطلق علي نفسه أنه بابه المتحدث باسمه، حيث وجد من جو الأفكار و العقائد التي تغشي جمهرة الشيعة حول الامام و المهدي ما يسمح له بأن يدعي هذا الادعاء، و يجد من يصدقه، و يلتف حوله.. فسميت دعوته «بالبابية».. فالناس حوله مثله يؤمنون بالمهدي المنتظر - الطفل الذي كان عمره خمس سنوات و مات - و ادعي من حوله: أنه نزل في السرداب [7] و اختفي، و سيعود في يوم من الأيام.. و هم في انتظار عودته و ظهوره، و يأتي منهم باستمرار وفودا الي مكان اختفائه في مدينة «سامراء» التي كانت تسمي في عهد العباسيين «سر من أري» و يتخذونها عاصمة أحيانا، و يقفون و يدعون «عجل الله ظهوره و فرجه» و ينتظرون ظهوره، حتي تغيب الشمس، ثم يعودون لبلدهم، و هكذا تستولي هذه العقيدة تماما علي هؤلاء الشيعة الأثني عشرية في ايران و غيرها... و ان كانت مظاهرها قد خفت الآن. لكن [ صفحه 10] انتظار «المهدي» جزء من عقيدتهم.. فيأتي «علي محمد الشيرازي» و يستغلها، و يدعي أنه «باب» المهدي المنتظر، المتحدث باسمه.. و يجد من يصدقه - و لكل ساقطة في الحي لاقطة. برغم أن علماء المذهب أنفسهم كذبوه و عارضوه و حاربوه.. و تذكر الكتب التي تؤرخ له، و منها كتب البابية و البهائية: أن اسمه «علي بن محمد ابن رضا الشيرازي» نسبة الي مدينة «شيراز» الفارسية أو الايرانية التي ولد فيها سنة 1235 ه - 1820 م.. و يوضع قبل اسمه أحيانا كلمة «ميرزا» و هو لقب تشريف، يذكر مع الأسماء التي لا تنتسب لآل البيت، أما المنتسبون لآل البيت فيسبق اسمهم: كلمة «السيد»، تعني أنهم من السادات، المنتسبين لآل البيت و كلمة السيد أعظم تشريفا للشخص من كلمة «ميرزا» لأنها تعني أنه من آل البيت، أما «ميرزا» فللعائلات الكبيرة من غيرهم.. و بعض كتب البهائية تذكر عنه أنه «داء ميرزا علي» و كذلك اسم أبيه و جده و خاله يذكرون قبله كلمة «ميرزا» و هي لقب تشريف، ولو كان من الأشراف ما تنازلوا أبدا عن ذكر كلمة «السيد» اذ أن ذكر لقب «ميرزا» يعتبر تنزيلا له عن درجة السيد، و ما كان أتباعه و المؤرخون المشهورون بولائهم له، ليفعلوا ذلك بالنسبة له و لأسرته. لأنهم كانوا أحرص الناس علي تلقيبه «بالسيد» و تلقيبهم جميعا لو كانوا من السادات.. لكن بعض المحبين الموالين له يدعون أنه من آل البيت، و أنه «سيد». لتصدق دعواه، حين ترقي في ادعائه، أنه «المهدي» المنتظر، لأن بعض الروايات التي جاءت عن المهدي تذكر أنه سيكون من آل البيت.. فلابد أن يصحح دعواه، و يدعي أنه من السادات، و يدعي أبناء له ذلك. و يظهر أن هذا الادعاء جاء متأخرا، حين تهيأ له الجو ليترقي من ادعاء أنه باب المهدي المنتظر، الي المهدي نفسه.. حتي لا يعارضه المعارضون بهذه الرواية [8] . [ صفحه 11] و نحن لا يضيرنا كثيرا أو قليلا أن يكون «ميرزا» أو «سيدا» من آل البيت، بل ان ادعاءهم أنه من آل البيت يزيد من أوزاره، التي حملها بدعوته الخارجة علي دعوة جده الرسول عليه الصلاة و السلام، و تجعله سبة في السلالة الطاهرة... اذ كان عليه - و هو يدعي هذا الانتساب، أو يدعي له - أن يحافظ علي شرف هذا الانتساب و مقتضاه، و يحافظ علي الدعوة التي دعا اليها الرسول، لا أن يقوم هو بنقض هذه الدعوة، و الخروج كلية عنها، و عن تعاليمها و أصولها.. لكن باب الادعاء مفتوح، يدعيه زورا كل من أراد أن يتسلح به لحاجة في نفسه، كما أدعاه صاحبنا هذا «ميرزا علي محمد الشيرازي» ليتاح له ادعاء أنه «المهدي المنتظر»، و قد عاصرت و أنا شاب ما فعله نقيب الأشراف في مصر «السيد الببلاوي» حين كتب للملك فاروق - و هو أصلا من أسرة البانية أوروبية - وثيقه و شجرة نسب، بأنه شريف من آل البيت، تقربا و زلفي اليه، و أنكر ذلك عليه علماء الأزهر و الشعب كله، و ان لم يستطيعوا اعلان هذا الانكار و قتذاك في وجه الملك. و قد أتيح لي حين اقامتي بالهند للتدريس في احدي جامعاتها الاسلامية «دار العلوم ديوبند» 1956 - 1958 م و زيارة الكثير من مدنها و قراها، شمالا و جنوبا، و شرقا و غربا، أتيح لي أن أعرف كثرة المنتسبين للسادات و الأشراف فيها، و المنتسبين للخلفاء الراشدين: الصديقي، و الفاروقي و العثماني، انتسابا لأبي بكر الصديق، و عمر الفاروق، و عثمان، رضي الله عنهم، مما لا نجده في البلاد العربية نفسها، و في مقدمتها: مكة و المدينة.. مما يدل علي ظاهرة الادعاء و شيوعها لحاجة في النفوس دنيوية. و الا فالرسول صلي الله عليه و سلم قد قال لأهل بيته «لا يجيئني الناس بالأعمال و تجيئونني بالأنساب» و قال «اعملي يا فاطمة فاني لا اغني عنك من الله شيئا» و هذا في الآخرة.. أما في الدنيا فالادعاء قد يأتي بمكاسب كثيرة لا سيما في بعض الأوساط، كما لاحظت في الهند.. و في البلاد غير العربية.. مما جعل صاحبنا، يتاجر بهذا الانتساب، لتحقيق أهدافه.. و الذي ركب متن الشطط من أول خطوة، و ادعي أنه له صلة بالمهدي المختفي، يتلقي منه الأوامر، لا يصعب عليه أي ادعاء بعد ذلك في سبيل الوصول الي غرضه.. [ صفحه 12]
هذا الكتاب ...:
نشأة الباب؛ في كربلاء؛ كاظم الرشتي؛ بعد الرشتي؛ موقف علماء الشيعة من الباب؛ هل قالت البابية بنسخ الشريعة حقا؛ بعد الباب؛ لكن من هو خليفة الباب؛ من هو البهاء، حسين علي نوري المازندراني؟؛ صراع الأخوين؛ ابطالهم للتقاويم المعمول بها و للأعياد الاسلامية؛ اما أعيادهم فهي خمسة كالآتي؛ و هو التفسير المعقول؛ عودة الي التعاليم البهائية؛ وفاة البهاء و تولي «عباس - عبدالبهاء»؛ قدوة سيئة؛ نسخ الشريعة الاسلامية؛ و من شب علي شي ء شاب عليه؛ انفتاح البهائية علي العالم؛ الأمر بعد شوقي أفندي؛ هؤلاء و حرية العقيدة؛ في مصر؛ في العراق؛ بيان من مجمع البحوث بالأزهر عن البابية و البهائية؛ مقاومة المجتمع الاسلامي لهذه البدعة؛ عن حكم محكمة القضاء الاداري بمجلس الدولة في قضية رفعها بهائي؛ المحكمة؛ عن قضية الوكر البهائي؛ اعتراف رئيس الجماعة في مصر؛ انتخابه لرئيس المحفل المصري؛ صلاة البهائيين؛ هيكل الجماعة؛ مذكرات الجاسوس الروسي (دالكوركي)؛ مقدمة؛ پاورقي
جزییات کتاب
- دیجیتالی
- 1
- 7019
- رایگان
- 2